هل للحاسد دواءٌ يشفيه ؟ |
الحسد
إن كانت سلامة الجسم نعمة، وسلامة العقل نعمة، فسلامة
القلب نعمة النعم، لأن بها يتقرر مصير الآخرة.
فلنحافظ على سلامة قلبنا بتجنب الأمراض الخُلُقية، وخاصة
الحسد.
فالحسد سرطان القلوب والمصاب به يتألم ويغضب كلما رآى ذا
مال وافر، أو جاه عريض، أو سمعة طيبة، فيحسده ويفتري عليه الكذب ظلماً وعدواناً،
ناسياً أو متناسياً ما يسببه له عمله هذا من لعنة وبغض وفضيحة في الدنيا والآخرة.
فيكون كثير المعاصي محروم الشفاعة، شديد الهم، قليل
الفهم، كثير الحسرة والخذلان، مذموم السيرة.
و هل للحاسد دواءٌ يشفيه ؟
نعم ، يكمن دواؤه في شيئين: العلم والعمل.
أما العلم : بأن يعلم علم اليقين أن حسده هذا ضرر عليه
ومنفعة لمحسوده، وشؤم له في دنياه وآخرته، ولعنة له في الأرض والسماء، وترشيح
لعذاب جهنم، وكفر له بالقضاء والقدر.
أما العمل : فيكمن في معاكسة النفس الأمارة بالحقد
والكراهية والبغضاء والكبر وكل الصفات المذمومة، فيجبر نفسه على الحِلم والمَحبَّة
والتواضع ويتوب توبة نصُوحا.
حتى يسلم قلبه ، فيحيى حياة سعيدة في الدنيا، ويسعد أكثر
في الآخرة.
تعليقات
إرسال تعليق
تعليقكم يعكس شخصيتكم ، دعونا نتمتع باللباقة في الكلام.