العادة السرية
أخي وحبيبي في الله : إن هذه العادة المسماة بالسرية وما هي والله إلا بالعادة السيئة الخبيثة ، فهي تُفسد عليك دنياك وآخرتك ، فاضرارها الدنيوية الجسدية معلومة لكل من له أدني مسكة من عقل ، ولكن الخطر كل الخطر في اضرارها الأخرويه يوم تقف بين يديّ الملك الجبار الذي لا يخفي عليه شيء في الأرض ولا في السماء .
أخي : أريد هذا الحوار أن يدور بداخلك بينك وبين نفسك ، وهو : أن تقول لنفسك والله لو فعلت هذه العادة السيئة مرة أخري لأخبرن فلان من مشايخنا الذين نحسبهم من الصالحين وليكن مثلا : الشيخ محمد حسان أو الشيخ إبراهيم الدويش أو الشيخ نبيل العوضي أو ........ ، بأن أقوم بالإتصال به هاتفياً وأقول له ياشيخ أنا أسكن في المكان الفلاني وأسمي هو .... ورقم هاتفي هو .... ، وأنا ياشيخ أريدك أن تتعرف عليّ وأن نكون أصدقاء وخلان ولكن عندي شيء أريد أن أخبرك به وهو أنني أمارس العادة المسماة بالسرية وعندما تحدثني نفسي بفعل العادة السرية أذهب إلي الخلاء أو إلي حجرتي ، وأُحكم الغلق ، ثم أتيقن من عدم رؤية أي شخص لي ، ثم أتجرد من ملابسي ، ثم أفعل العادة السرية ؟؟!!
بالله عليك هل سيوافق علي إتخاذك صاحب أو صديق ؟؟!!
ثم بالله عليك هل ستقدر علي فعل ذلك من الأتصال به وإخباره بما تفعل ؟؟؟!!!!
أخي : أمّات قللبك ، أمّا تعرف أن رب محمد حسان ورب الدويش ورب العوضي ورب الناس كلهم وخالقهم يراك ومُطلعٌ عليك ، حين أخفيت عن الناس قبح فعلك ، وأظهرته لمن يراك ولا تغيب عنه طرفة عين ولا أقل من ذلك ، ثم أظهرته إلي الملائكة المقربين الصالحين المعصومين ، أما تستحي ، أفأمنت مكر الله ، أفأمنت عقاب وسخط الله ، أتجاهلت أن لك رباً يعلم ما هو كائن منك … ، أما تخشي من قوله سبحانه " وَلَوْ نَشَاء لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلَا يَرْجِعُونَ " قال القرطبي : " المسخ تبديل الخِلقة وقلبها حجرا أو جمادا أو بهيمة ، قال الحسن : أي لأقعدناهم فلا يستطيعون أن يمضوا أمامهم ولا يرجعوا وراءهم . وكذلك الجماد لا يتقدم ولا يتأخر ، وق يكون المسخ تبديل صورة الإنسان بهيمة " .
أخي : أما تستحي منه جل وعلا ، أما تخشي من الوقوف بين يديه ، وقرآئتك لأعمالك عليه ، أمّا تخشي من معاتبته أياك ، أخي : أما تخشي أن يقول لك : أجعلتني أهون الناظرين إليك ؟!!!!
أما تخشي أن يُقال لك من قِبل الله : اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى ، أما تخشي أن يُقال لك من قبل الله سبحانه وتعالي : أن كذب عبدي فأفرشوه من النار و افتحوا له بابا إلى النار . أما تخشي أن يقول الله في حقك : ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ .
أخي : أما سألت نفسك ما هذه الغفلة ، ما هذا التيه ، ما هذا الغبن الذي أنا فيه ؟؟؟؟!!!!
انظر إلي المسيء العاصي الذي كان يتعلل بعسي ، ولعل ويري جنده الأفلّ ، وحزبه الأقلّ ، وناصره الأذل ؛ فلا يرعوي ولا يزدجر ، ولا يفكر ولا يعتبر ، ولا ينظر ولا يستبصر ، حتي إذا وقعت رايته ، وقامت قيامته ، وهجمت عليه منيته ، وأحاطت به خطيئته ، فانكشف له الغطاء ، وتبدت له موارد الشقاء ، صاح واااخيبتاه ! واااثكل أماه ! وااسوء منقلباه ! .
هيهات هيهات ، ندم والله حيث لا ينفع الندم ، وأراد التثبيت بعدما زلت به القدم ، فخر صريعا لليدين والفم ، إلي حيث ألقت رحلها أو قشعم .
أخي : تخيل أن شخصاً ما يراقبك ليراك في كل حال في غرفتك ، فقام بوضع كاميرا في غرفتك ، وأنت لا تعلم ، ثم لما دخلت أنت لتمارس هذه العادة السيئة ، ففوجيء هذا الرجل الذي يجلس أمام الجهاز الذي يراقبك من خلاله ، وهو يعلم عنك مثلاً أنك من أهل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، أو من أهل الصلاة والزكاة وقيام الليل ، أو من أهل الإسلام ... ، فوجيء بك تُحكم غلق حجرتك ثم تتجرد من ملابسك ، أو من بعضها ثم تفعل هذه العادة ، تخيل أخي أنه قام بجمع أباك وأمك وزوجتك وأولادك ، ومن كنت تأمرهم بالمعروف وتنهاهم ن المنكر ، ثم عرض عليهم هذا المشهد المؤلم ، أستحلفك بالله : كيف سيكون حالك ؟؟؟!!!
ليس ببعيد أن تقتل نفسك من الحياء الشديد ، أو أن تختفي عن الناس كلهم جميعاً .
أخي يامن تُرضي فرجك وشهوتك ، سيشهدون عليك بين يديّ الله ورب الكعبة .
ثم يقول علام الغيوب :" وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ * وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنْ الْخَاسِرِينَ " أي : وما كنتم تحاذرون من شهادة أعضائكم عليكم ولكن ظننتم بإقدامكم علي المعاصي أن الله لا يعلم كثيراً مما تفعلون فلذلك صدر منكم ما صدر ، وهذا الظن ، صار سبب الهلاك والشقاء ، ولهذا قال الله تعالي :" وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ " الظن السيء حيث ظننتم به ما لا يليق بجلاله ، " أَرْدَاكُمْ " أي أهلككم . " فَأَصْبَحْتُم مِّنْ الْخَاسِرِينَ " لأنفسهم وأهليهم بسبب الأعمال التي أوجبها لكم ظنكم بربكم ، فحقت عليكم كلمة العقاب والعذاب ، فكأن الله يقول : فهذا جزاء من قل حياؤه مني .
تعليقات
إرسال تعليق
تعليقكم يعكس شخصيتكم ، دعونا نتمتع باللباقة في الكلام.