الهاكر الجزائري حمزة بن دلاج (القصة الحقيقية التي يخفونها عنك) |
هذا الهاكر اعتبره العالم أحد أقوى الهاكرز
العرب على الإطلاق، قرصن وتحكم بمواقع
حكومية وبأكثر من 200 بنك حول العالم، ما تسبب في خسارات بالملايين للكثير
من الشركات الأوروبية والأمريكية والإسرائيلية، وسيطر على أكثر من 8
آلاف موقع فرنسي وأغلقه بالكامل، تقول وسائل الإعلام أنه حصل على أكثر من 4 مليارات دولار أمريكي من القرصنة، وأن أضعف حصيلة كان يخرج بها في المرة الواحدة هي 10 ملايين دولار.
من هذا الشاب المدهش الذي جعل حكومات دول ضخمة وعظمى
تتأهببعد أن هدد اقتصادها؟
هل قصته حقيقية ؟وهل فعلاً قام باختراق بنوك إسرائيلية
وشركات عالمية كبيرة؟
وكيف تم إلقاء القبض عليه ؟ هل صحيح أنه تم إعدامه
شنقاً؟
حديثنا اليوم عن الهاكر الجزائري حمزة بن دلاج ، في هذا المقال
سنتعرف سوية على هذه القصة، أنا سعيد الجمالي مرحبا بكم في مدونة "سعيد
لوجيا"ولنبدأ.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى
وبركاته مبدئياً أهنئ أبو فله وكل المتبرعين في حملة أجمل شتاء في العالم، شكرا لكم على هذه
المبادرة التي عجزت حكومات عربية على القيام بها، أو البعض منها
تتغافلها وتنفق المال فقط على المهرجانات، وثانيا أهنئ حسن أبو فله على دخوله
لموسوعة جينتس، شرف لنا أن نفتخر بك واصل فأنت قدوة صناع المحتوى في الوطن العربيJلندخل في موضوعنا الآن.
نشأة حمزة بن دلاج
ولد حمزة بن دلاج سنة 1988
بالجزائر، لأسرة فقيرة، درس بالمدارس العمومية كبقية الأطفال ،حيث كان يصفه
أساتذته بـ"النابغة" وسنة 2008 ، كان بن دلاج خريجاً من جامعة باب
الزوار للعلوم والتكنولوجيا،وكان تخصصه مهندس في الإعلام الآلي وصيانة الكمبيوتر،
بالرغم من أن لا علاقة بين القرصنة بتخصصهلكنه تعلم وبدأ رحلته في عالم القرصنة، وهو
لم يتجاوز العشرين عاماًوأخذ دورة لتعلم طرق تطوير أنظمة الحواسيب والأجهزة، وتعلم
لغة الآلة ولغات البرمجة والثغرات وغيرها.
وبعد 3 سنوات متعبة من الدراسة
بدأ انطلاقته في الهاكر الأخلاقي مع شركات بشكل قانوني، أعني توظفه شركة ليختبر
الإخراق على أنظمتها إن اكتشف ثغرة يصلحها ويحصل على مبالغ مالية قبل ان يكتشفها
غيره.
يحكي عنه أصدقائه أنه كان
مهووسا بالحواسيب ويجلس أمام الكمبيوتر لساعات تصل إلى 24 على 24 ساعة، كان يحب
مجال تخصصه ويحب الإختراق، وينهال على كل جديد في هذه التقنية بالتعلم فور طرحها
بالإنترنت، وبعد فترة من الزمن حمزة طور نفسه بشكل كبير، وصل لدرجة أنه يكتشف
ثغرات بالبنوك العالمية، وصار يتعامل مع هذه البنوك، والتي يستلم منها قانونيا من
50 إلى 150 ألف دولار أجرا لعملية إصلاح الثغرات، وهذه بداية قصة إلقاء القبض
عليه.
ولكن لماذا أليس هذا
عمل قانوني ؟
بلى حيث اكتشف ثغرة مشتركة بين
200 بنك موزعين بأوروبا، وبدل أن يبلغ هذه البنوك عن الثغرة الموجودة لديهم قرر أن
يحول مبالغ من البنوك على حسابه في تايلندبعد بلاغات من بنوك كثيرة عن عملية
اختراق تتبعت الشرطة نشاطات الأموال المسروقة ولم تقم بتوقيف الحساب.
قامت الإنتربول والشرطة
التايلاندية بهذه الخطة لكي تراقب الحساب التايلاندي للتعرف على صاحبه، و كان
يستطيع عبر عملية اختراق واحدة بواسطة الفايروس الذي ابتكره مع صديق روسي اسمه
أندريفيتش بانين، الحصول على ما بين 10 مليون إلى 20 مليون دولار ، والولوج إلى
كلمات سر وأسماء المستخدمينإضافة إلى عشرات البنوك الماليزية، بمبلغ تم تقديره
بثلاث ملايير وأربع ملايين دولار، وقرصن وحده أزيد من 217 بنكاً بواسطة الإختراق
المعلوماتي عن بعد.
كما أخذ أكثر من 4 مليارات
دولار منها بما يعادل ميزانيات دول، قبل أن يوزع 280 مليون دولار على جمعيات خيرية
في فلسطين وعلى الفقراء في دول افريقيا منها الجزائر، وقرصن مواقع قنصليات أوروبية
للحصول على تأشيرات لأصدقائه.
دامت التحريات ل 3 سنوات
والشرطة لم تعرف أي شيء عن هوية الفاعل وهل هو شخص واحد أو مجموعة هاكرز، تنتظر
الشرطة فقط أي خطأ يقوم به المخترق لكي تعرف هويته، وحمزة كل مرة يتفقد حسابه لم
ينقص منه أي مبلغ، هذا الحساب الذي بلغت الإيداعات به 20 مليون دولار، ولكن هنا
قام حمزة بخطأ واحد سيفضح هويته.
فقد سافر بعد 3 سنوات إلى
تايلاند بهوية وجواز سفر مزور، ليست هذه هي المشكلة بل أنه ذهب لجهاز atmوحاول تجربة سحب مبلغ من الحساب
ونجح الأمر، ليتأكد من أنه لازال يحتوي على المال، ولكن الشرطة لازالت تتجسس على
الحساب فقد وصلها إشعار على الفور بعملية سحب، وصلت إلى فرع البنك الذي استخدم به
جهاز السحب الآلي، وتفقدوا فيديو كاميرات المراقبة بنفس التوقيت، وحصلوا على صورته
ليحددوا بعد ذلك هويته.
وهنا اعتقلته السلطات
التايلاندية أول ما دخل المطار، بالتعاون مع جهاز الإنتربول الدوليفي العاصمة
"بانكوك" بتهمة التورط في جرائم الإنترنت، كما استخدم حسابين بريديين
مختلفين بكل عمليات القرصنة، وكانا أيضاً سبب تحديد موقعه والقبض عليه، ومما دل
على كونه الشخص المطلوب أنه لما تم إلقاء القبض عليه وهو لا يدري قبل ثوانٍ
بتجسسهم عليه، كان بحوزته فقط كمبيوتر محمول وهاتف ثريا وشريحة هاتف تعمل بالأقمار
الصناعية وهي شريحةيصعب تعقبها، ولا يمتلكه سوى رجال الأعمال الكبار ورجال
العصابات ورؤساء دول، وأقراص مدمجة لما فتحوها بالحاسوب أثبتوا عليه القضية
لاحتوائها على برمجيات ومعلومات سرية.
تم نقل "حمزة بن دلاج"
إلى ولاية جورجيا الأمريكية ليسجن بدون أي إعلان رسمي، والسبب هو صنع بيئة خصبة
للإشاعات حتى تناقل البعض خبر إعدامه وأشياء من هذا القبيل، ما تسبب لعائلته في
حزن كبير وحيرة مادام لسنتين قبل أن يعلن عن القبض عليه رسمياً، رغم نفيه كل
الإتهامات الموجهة له وقوله في المؤتمر الصحفي الذي عقد لإعلان القبض عليه : "لست
مطلوبا .. ولست إرهابياً"! بهذه
الكلمات دافع "حمزة بن دلاج" عن نفسهقبل ساعات فقط من سجنه عام 2013.
إلا أن المحكمة الأمريكية قضت
بسجنه لمدة 15 عاماً والمفروض خروجه عام 2028، بعد إدانته بالتعاون مع الهاكر
الروسي "أندريفيتش بانين"بإدخال فايروس يحمل اسم "سباي أي"
إلى أنظمة معلوماتية عام 2009ما نتج عنه خسارات كبيرة لعدد من الشركات والمؤسسات حول
العالم.
حيث تأثر بهذا الفايروس مئات
الآلاف من الحواسيب في أمريكا وحدها، وقد لُقِّبَ بن دلاج ب "القرصان
المبتسم" الذي لم تهزه سيل الإتهامات الموجهة له من طرف المحكمة الأمريكيةالإتهامات
لابن دلاج دعمتها الشرطة التايلاندية باعترافات نقلتها عنه بأنه قرصن أنظمة بنوك
أمريكية.
وقد جّه حمزة طلبات عديدة
للمحكمة لتعيد النظر في ملفه وقابلته بالرفض، حتى أنه طلب أن يتم سجنه بالجزائر
بدل أمريكا، ولَقَبُ"روبن هود الهاكرز" لم يأت فقط من أجل توزيع المال
على محتاجيه، بل بعد تصريحات من زوجته تقول فيها إن حمزة رفض عرضاً للتعاون مع
الحكومة الأمريكيةلمساعدتها في الحفاظ على المواقع التابعة لهم من الإختراق، كما أنه
رفض عرضاً بالواسطة من إسرائيل لإخراجه من السجن،مقابل خدمات قرصنة يقدمها بن دلاج
لهم، حتى وصل الأمر إلى نقل وسائل إعلام فلسطينية عنه قوله :
"أقضي كامل حياتي في السجن
أهون لي من أن أساعد المجرمين، لوكنت طليقاً لساندت الفلسطينيين في هزيمة
عدوهم"
وطوال هذه السنوات من السجن منذ
2013 إلى الآن لم يسمح له بالتحدث مع عائلته أو الخروج بأي تصريح إعلامي، وآخر خبر
عنه هو نقله من سجن جورجيا إلى سجن آخر بكاليفورنيا، وقالت وسائل إعلام أمريكية أن
كل الأخبار المتعلقة به كاذبة ولم يفعل شيء إلا تطوير فايروس أضر بالملايين.
ولم يحول أي أموال لأي جهة
خيرية ولأي فقراء بل سرق الأموال وانتفع بها شخصياًفما رأيكم هل حمزة بن دلاج مجرد
سارق وقرصان محتال؟ أم هو بطل قومي ؟ أخبروني برأيكم في التعليقات.
تعليقات
إرسال تعليق
تعليقكم يعكس شخصيتكم ، دعونا نتمتع باللباقة في الكلام.