القائمة الرئيسية

الصفحات

أخبار عاجلة

للملحدين فقط.. ولمن ناصرهم من العلمانيين والطائفيين!



العلم يؤكد الدين
شبهة بني قريظه
يتسائل الملاحدة المتصهينين كثيرًا: لماذا يتم قتل رجال بني قريظة؟
بقلم الدكتور هيثم طلت 🌹
بسم الله والحمد لله؛
يتسائل الملاحدة كثيرًا: لماذا يتم قتل رجال بني قريظة؟
وهذه تقريبًا أكبر شبهة يثيرها الملاحدة في سيرة خير البرية –صلى الله عليه وسلم-.
في البداية الذي يثبت وقوع هذه الحادثة عليه مسبقًا أن يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم فى أعلى درجات النبوة، لأن الرواة الذين نقلوا هذه الحادثة هم الذين نقلوا المعجزات التي جرت خلالها على يده صلى الله عليه وسلم، وبنفس درجة الثبوتية.
فالذي يثبت وقوع حادثة بني قريظة عليه أن يثبت قبلها:
1- معجزة تكثير الطعام: ففي أثناء حفر الخندق رأى جابر شدة الجوع في رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فلم يصبر، فذبح بهيمة له وطحنت امرأته صاعًا –طبق متوسط الحجم- من شعير، ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم سرًا في نفر من أصحابه، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بجميع أهل الخندق وهم ألف، فأكلوا وشبعوا وما زالت البرمة تغط، والعجين يُخبز... صحيح البخاري.
2- وذهبت أخت النعمان بن بشير بحفنة من تمر لأبيه وخاله فبدده رسول الله صلى الله عليه وسلم فوق ثوب ودعا أهل الخندق فأكلوا ورجعوا، والتمر يسقط من أطراف الثوب.
3- وعرضت لجابر وأصحابه كدية شديدة فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وضربها بالمعول فعادت كثيبًا أهيل – أي رملاً لا يتماسك-.
4- وعرضت لبراء وأصحابه صخرة –حجمها كما يقول الرواة قريباً من 12 متر في 12 متر في 12 متر أي بحجم مسجد يتسع لمائتي مصلي- فنزل رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فقال بسم الله ثم ضرب ضربةً بالمعول فقطع قطعة، وخرج منها ضوء، فقال: الله أكبر أُعطيت مفاتيح الشام وإني لأنظر إلى قصورها الحمراء الساعة- أي سيتم فتح الشام قريبًا وهذا في الوقت الذي يحاصره فيه مجموعة من الأعراب لا يتجاوزون العشرة الآف، ثم ضرب الثانية وبشّر بفتح فارس، ثم الثالثة وبشّر بفتح اليمن، وانقطعت الصخرة.... ثلاث ضربات بمعول بدائي تهشم صخرة بحجم مبنى عملاق، ويتنبأ صلى الله عليه وسلم بفتح إمبراطوريات تقدر أعداد جيوشها بمئات الآلاف- فهل تُسلم أيها الملحد بهذه المعجزات، أم تختار فقط ما يجعلك تصبر على كفرك؟-.
4- وعندما جائت جيوش الأحزاب وأحاطت بالمدينة من الجهة الشمالية، لم يكن للمسلمين قِبل بها، فأنزل الله سبحانه جندًا من عنده، وأُصيب جيش الأحزاب برياح باردة شديدة عصفت بمعسكرهم واقتلعت خيامهم وزلزت قلوبهم وأبدانهم وشتتت جمعهم، فعادوا خائبين يجرون ذيول الخزي والمهانة {يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا} ﴿٩﴾ سورة الأحزاب.
5- وبعد هروب الأحزاب أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنهم لن يأتوا مرةً أخرى ولن يغزوا المدينة بعد ذلك، فقال صلى الله عليه وسلم: " الآن نغزوهم ولا يغزونا." صحيح البخاري. وبالفعل لم يتم غزو المدينة بعد غزوة الأحزاب، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي سار إليهم فعلاً بعدها بثلاث سنوات في فتح مكة.
المهم أنه أثناء حصار الأحزاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، توجه حُيي بن أخطب سيد بني النصير إلى يهود بني قريظة وكانوا في الجهة الجنوبية من المدينة، وأغراهم بنقض العهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومهاجمته فهذه فرصة لن تتكرر، فنقضوا العهد وفتحوا جبهتهم الجنوبية واستعدوا للهجوم على المدينة {إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم} ﴿١٠﴾ سورة الأحزاب، وبلغ الخبر رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وهم مشغول بحصار الأحزاب في الجهة الشمالية فأرسل زيد بن حارثة في ثلاثمائة جندي لحراسة نساء المسلمين وذراريهم لأنهم كانوا في الجهة الجنوبية، وأرسل سعد بن عبادة وسعد بن معاذ يستجلون خبر نقض العهد فوجدوا اليهود في أخبث حال – كحال الملحدين العرب اليوم- يصرخون ويرتعون ويسبون الإسلام والمسلمين ويقولون من لمحمد بعد اليوم، فرجع الصحابيان وأخبرا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخبر، وقد قلق رسول الله- صلى الله عليه وسلم - حين بلغه غدرهم فاضطجع، ثم نهض وقال: الله أكبر، وبشر المسلمين بالنصر، وما هي إلا ساعات وقامت ريح عظيمة تدمر جيش الأحزاب وتقتلع قلوبهم فيهربون في الصحراء لا يلوون على شيء كما بينّا.
فعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيته حامدًا ربه على النصر العظيم، وجاء موعد تأديب بني قريظة على خيانتهم للعهد وفتح جبهتهم الجنوبية أمام أي مجرم يريد محاربة المسلمين، فحاصرهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فطلبوا تحكيم سعد بن معاذ -رضي الله عنه- في خيانتهم، لأنه كان رجلاً منهم فحكم بالتوراة نفسها التي يؤمنون بها، وهو أن يُقتل الخونة والمقاتلين، وليس كل الرجال كما تذكر بعض الروايات، لأن نص رواية البخاري تقرر أن الحكم يشمل المقاتلين فقط: "فإني أحكُمُ فيهم : أن تُقْتَلَ المُقاتِلَةُ".
فتم استئصال أفاعي الغدر والخيانة، وهذا الحكم لا يماري فيه إنسان، فالخيانة العظمى عقوبتها الإعدام حتى في الدساتير الوضعية.
وفي واقع الأمر فالملحد أتفه من الرد عليه، لكن نكتب فقط حتى لا يغتر به الأغرار الصغار، وإلا فلا مانع إلحاديًا من إبادة 99% من البشر طبقًا للإنتخاب الطبيعي والبقاء للأصلح، بل إن الإبقاء على الغير والبحث عن حقوقهم هذا يتعارض مع كل أسس الإلحاد المادي، بل لو كان الإنسان ابن الطبيعة فلن يشعر بالخطأ ولا الشبهة ولن يفهم معناهما، لأن الحتميات المادية تُحرك كل شيء، ولا يوجد في العالم المادي خطأ ولا ظلم ولا خير ولا شر، لذا فأنا أقول دائمًا أن الشبهة أكبر دليل على عدم وجود الإلحاد وأنه لا يصلح لتفسير ظاهرة الإنسان.
وشبهة بني قريظة التي عرضناها في هذه اللمحة لو اعترف الملحد بوقوعها فيلزمه مسبقًا أن يعترف بأن نبوة نبينا -صلى الله عليه وسلم -على أعلى الدرجات فقد وقع خلالها الكثير من المعجزات التي نقلها نفس الأشخاص الذين نقلوا هذه الواقعة وبنفس درجة الثبوتية كما أوضحنا من قبل، ولله الحمد والمنة.

تعليقات