أثر التواصل الإيجابي مع الذات على التواصل مع الغير
أثر التواصل الإيجابي مع الذات على التواصل مع الغير |
إن أي خلل في عضو من الأعضاء داخلياً يظهر مباشرة على السطح في صور وأشكال عديدة، أشدها الحمى، وأجد هذا المدخل كافياً للحديث عن المؤسسات وتشبيهها بالجسد الواحد، والمقصود بالمؤسسات كل منظومة يعمل بداخلها أفراد ولها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بمن هم خارجها، والمراد أن أول الطرق للنجاح في التواصل مع الخارج يتم بعد النجاح في التواصل مع الداخل أي التواصل الداخلي.
هكذا فإن إحدى الإشارات الموجودة في أكثر من حديث نبوي وآية قرآنية والتي تشير إلى أهمية التواصل وتكبير العلاقات وكسب المزيد من التفاعل الخارجي ومدى نفع ذلك بالنسبة للحالة النفسية الفردية أوالجماعية معاً
إن أي خلل يصيب التواصل الداخلي لجسم الإنسان ينعكس سلباً على عملية التواصل الخارجي، ولكم تخيل صعوبة التواصل مع إنسان يتألم، وهكذا هي حال المؤسسات، لا يمكن أن تنجح في التواصل مع المحيط الخارجي - كنجاح الإعلان مثلاً والحملات والرعايات الإعلانية والإشهارات وكذا العلاقات الخارجية العامة .. - وأن تكون منظومة منتجة إذا فشلت أو لم تستطع الوصول إلى مستوى عال من التواصل بين أفرادها.
والموضوع ليس بالبساطة التي يمكن تخيلها، فالعملية تحتاج إلى قياسات عديدة ومعايير متعددة يُستخدم لها وسائل وطرق تقليدية وحديثة وتقنية وممنهجة وغيرها من الأساليب للوصول إلى تحديد درجة التواصل وتحديد مكمن الضعف، إذا وجد، ومن ثم التعامل معه، أي أن يتم العمل على ضوء معطيات محددة، ومفهوم التواصل الداخلي مصطلح معروف في علوم التواصل ويهدف إلى أمور كثيرة منها زيادة قدرة الولاء عند العملين من أجل زيادة الإنتاج.
و لنتخيل مؤسسة كل من يعمل فيها يجهل أموراً كثيرة عنها، ولنتخيل من جهة أخرى مؤسسة كل من يعمل فيها بدون استثناء يعلم بكل ما يتطلبه عمله منه.
لننظر في مؤسسة يشعر العامل فيها بأنه إنسان له تقدير واحترام فهذا التقدير والإحترام يكون من الجميع وأنه يُستشار فيما يفهم فيه، ويُطلب منه مقترحات لتطوير المقاولة أو لإضافة لمسة جميلة في منتوجاتها، وبين مؤسسة لا يستشار فيها العامل وإنما يًنفذ بدون أن يفهم، بالطبع ستكون إنتاجية المؤسسة التي تحقق مستوى عالياً من التواصل الداخلي وتنظر إلى كل من فيها "أناس يحتاجون إلى التواصل معهم"، أكثر بكثير من تلك المؤسسة التي تنظر لمن فيها على أساس أنهم "مجرد عاملين ليس إلا"، يتقاضون مرتباتهم أو رواتبهم الشهرية في آخر الشهر، ويعملون بشكل روتيني بشكل يومي.
والتواصل قد يحتاج أو يأخذ أكثر من شكل فمنه الأفقي ومنه العمودي.
وأكثر مصاعب التواصل تكون في الجانب العمودي، سواءً كان صاعداً أو نازلاً، ومكمن المشكلة ليس دائماً في أطراف التواصل إنما في أولائك الذين يتواجدون في الوسط، أي أولائك الذين يستطيعون ممارسة نوع من الفلترة على المعلومة أثناء تنقلها قبل أن تصل إلى الآلة المستقبلة التي هي العاملين، هؤلاء يستطيعون تعديل المعلومة أو اجتزائها أو ربما لا يسمحون بوصولها أبداً، ويعود ذلك لأسباب كثيرة ليس لها تفسير ربما أو لها بعض التفسيرات المبهمة وهذا ليس مجال الحديث عنها خاصة وأننا جميعاً نستشعرها.
تعليقات
إرسال تعليق
تعليقكم يعكس شخصيتكم ، دعونا نتمتع باللباقة في الكلام.