علاماتِ الخشيةِ في طلبِ العلمِ
علاماتِ الخشيةِ في طلبِ العلمِ |
من علاماتِ الخشيةِ في طلبِ العلمِ أنّ المرء كلّما تعلّم أكثر ازدادَ اتهاماً لنفسهِ بالتّقصير، وهذا يدفعه لأن يتعلّم المزيد والمزيد، فيزيد اتهامه لنفسِه بالتّقصير أكثر.. ولا إرضاءَ لهذه النّفس المتعطّشة للعلم، المتشوّقة لمزيدٍ من الثّراء العلمي، فهي علاقة طرديّة.. لذلك نسمع عن أقوامٍ هجروا الهجود، وقاموا فما قعدوا، ومنهم ما لو عُدَّت مؤلفاتُهم لبلغت عدد أيّام حياتهم، ولرُبّما فاقتها.. هؤلاء الذين هممهم نارٌ تتأجّج في ضمائرهم، أسفاً على كلّ ثانية يُضيعونها بغير فائدة..
يكادُ يندر في أيّامنا من أمثال هذه العقول الحكيمة الشّغوفة، إذ لا ترى مِن شبابنا و شابّاتنا-إلا من رحم ربي- من يُمسك الكتاب ويقرأ، وإن كانَ يمسك فهو يمسك رواية، وإن كانت رواية فهي مُترجمة، وإنْ كانت مُترجمة فحدّث عن ركاكةِ اللّفظ ولا حَرَج.. لا إضافة موضوعية ولا لغوية، اللهم عزاؤُنا ببعضِ المعلومات المتشرذمة هاهنا وهُناك..
فلتعلموا أنّ العدول عن الكتب العلمية لا تزيدُ في عقلِ المرء شيئاً، بل هي سبب رئيس في التّخلف الفكري، طبعاً يندرجُ تحت هذا عدّة عوامل، ومنها:
- •العدول عن حفظ القرآن الكريم وتدارسه، وتصنيفه ضمنَ "اللاواجبات".
- •الدّلع في التّدريس وقضيّة إقحام التّكنولوجيا، والتّخلي عن الكتاب الورقي.
- •عدم الصّدق في العلمِ، والرّكض نحو الشّهادات.
- •الاهتمامُ بالمنظر والتّرتيبات، والأصل أنّ الفروض تؤدّى ثمّ الواجباتُ فالمندوبات..
فتأمّلوا تلك الجماعات التي تتمرّغ في المُباحات ولا تريد التّطوير..
إنّما الإنسان فِكر وروح، وباقيه لحم وعظم، الأوليان غداء الصّحُف، والثانيان غداءُ الدُّود... [غذاً]
تعليقات
إرسال تعليق
تعليقكم يعكس شخصيتكم ، دعونا نتمتع باللباقة في الكلام.