بسم الله والصلاة
والسلام على رسول الله وعلى آله وصبه أجمعين وسلم،
والحمد لله رب العالمين، وبعد؛
إن هذه المقالة
مقتبسة من إحدى محاضرات فضيلة الشيخ خالد الراشد حفظه الله.
مؤثر - حاسب نفسك قبل أن
تُحاسَب - محاسبة النفس
اسمع وافتح قلبك
قبل أن تقرأ هذه الكلمات، فإن في هذا الحديث ذكراً لمن كان له قلب أو ألقى السمع
وهو شهيد، يا عجبا للناس لو فكروا، حاسبوا أنفسهم أبصروا، وعبروا
الدنيا إلى غيرها فإنما الدنيا لهم معبر، إذا لابد من العمل والصدق والإخلاص،
والصبر والإحتساب.
وإلا سنقول :
"وا حسرتي .. وا شقوتي من يوم نشر كتابيه وا طول حزني إن أكن أوتيته بشماليه،
وإذا سئلت عن الخطأ ماذا يكون جوابيه، وا حر قلبي أن يكون مع القلوب القاسية".
تظن أن الموقف قد انتهى ؟
إما إلى الجنة
وإما إلى النار ، قال سبحانه وتعالى: {وسيق الذين
كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل
منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا ، قالوا بلى ولكن حقت كلمة
العذاب على الكافرين قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين}
الآية.
والفريق الآخر : {وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمراً حتى إذا جاؤوها وفُتِحت
أبوابها وقال لهم خزنتها سلاماً عليكم طبتم فادخلوها خالدين وقالوا الحمد لله الذي
صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء، فنعم أجر العاملين}
الآية.
نعم ، الكلام لمن
كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد أنا وأنت كلٌ مطالب، باستشعار ذلك اليوم، أن
تجعل ذلك اليوم معك في حركاتك وفي سكناتك، معك في كل حال من الأحوال، فقد كان من
هديه صلى الله عليه وسلم، أن يربط الناس
بذلك اليوم، في كل حال من الأحوال، يدل على أصحابه إذا هم يضحكون، فيقول لهم لو
تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً و لبكيتم كثيراً .
أفمن هذا الحديث
تعجبون وتضحكون ولا تبكون ؟ .. وأنتم سامدون .. فاسجدوا لله
واعبدوه .. استشعار اليوم الآخر حرمهم لذيذ الطعام .. ولذيذ المنام .. إنها
مسؤولية الوقوف بين يدي الواحد القهار، إنها مسؤولية السؤال، إنها مسؤولية المصير
عباد الله، إنها مسؤولية "إما جنة وإما
نار".
هذا رجل منهم رضي
الله عنه وأرضاه يستشعر آية عظيمة لو تنزلت
على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله،
الرجل مضطجع على فخد امرأته الموقف موقف غفلة، ولكن الآخرة معهم في كل مكان، فيبكي
وهو مضطجع على فخد زوجته، فتبكي المؤمنة لا تدري لماذا يبكي، فلما سألته :
"ما الذي أبكاك ؟" ، اسمع ما قال يا صاحب القلب ، قال: "مر علي قوله
تعالى: {وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتماً مقضياً}
الآية.
تعال نختم بهذه السورة العظيمة، والتي في القرآن مثلها كثير، قال الله عز
وجل وهو يُخَاطِبُ الغافِل والناسي والساهي والمُنكِر لذلك اليوم:
ويقول الإنسان {أئذا ما مت لسوف أخرج حيا أولا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل
ولم يك شيئاً فوربك لنحشُرَنَّهُم والشياطين ثم لنُحضِرَنَّهُم حول جهنَّم جثيّا
ثم لننزعن من كلِّ شيعة أيهم أشد على الرحمان عثي ثم لنحن أعلم باللذين أولى بها
صليا وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضياً ثم نُنَجِّي الذين اتقوا ونذر
الظالمين فيها جثيا} الآيات.
يا صاحب القلب ..
هل نحن منهم ؟
فلا تُزكّوا
أنفسكم هو أعلم بمن اتقى .. "الله عز
وجل" نسأله أن يهدينا إلى الطريق المستقيم وأن يثبت قلوبنا على دينه،
وجميع المسلمين والمسلمات إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا ورسولنا محمد وعلى آله وصحبه
وسلم.
تعليقات
إرسال تعليق
تعليقكم يعكس شخصيتكم ، دعونا نتمتع باللباقة في الكلام.