القائمة الرئيسية

الصفحات

أخبار عاجلة

دراسة نقدية حول كتاب "الإمارات بين الماضي والحاضر" لمؤلفه الدكتور"محمد حسن العيدوس

دراسة نقدية حول كتاب "الإمارات بين الماضي والحاضر" لمؤلفه الدكتور"محمد حسن العيدوس


نتيجة بحث الصور عن الامارات بين الماضي والحاضر


يعد كتاب الإمارات بين الماضي والحاضر من أهم الكتب المؤلفة بهدف دراسة تاريخ دولة الإمارات،وأهم مراحل تكوينها وتطور اقتصادها وهو معد خصيصاً لطلبة كلية زايد العسكرية،لمؤلفه الدكتور"محمد حسن العيدوس"،المزداد سنة1950م بأبوظبي،بدولة الإمارات،تلقى تعليمه في لبنان حيث حصل على شهادة الليسانس، ثم على المجستيروالدكتوراه من مصر عام 1983م في العلاقات العربية الإيرانية، ويعمل في جامعة روتردام الإسلامية-هولندا،كما شغل عدة مناصب كمديراً للعلاقات الثقافية بالحكومة الإتحادية لدولة الإمارات..، وله عدد كبير من المؤلفات التي تصب في نفس المجال كـ "الإمارات من المواجهات العسكرية إلى الاحتلال البريطاني"-"الإمارات وسياسة الإتفاقيات البريطانية"..



لقد تناول الكتاب دراسة عامة حول تاريخ الإمارات،الذي عرف عدة مراحل قسمها الكاتب على ستة فصول تناول فيها أهمية منطقة الخليج عموماً على عدة مستويات، كما تطرق للصراعات التي تميزت بها فترةمابين1820م إلى1971م، مما مهد الطريق لاستقلال الخليج وقيام دولة الإمارات بإنشاء عدة تنظيمات دستورية للنهوض بالتنمية في مجالات عدة كالإقتصاد والسياسة..والإستجابة للعنصرالبشري، وتوطيد العلاقات بالدول العربية والإسلامية وغيرها من العالم الخارجي..

يعالج الكتاب تاريخ الإمارات بالإنتقال بين سنواتها بشكل متزامن مع الأحداث، حيث تطرق الكاتب إلى أهمية الخليج العربي باعتبار الموقع الجغرافي الإستراتيجي وما يميزه من خصائص طبيعية وتجارية وبرية وبحرية، وذكره لتوزيع الجزر وأهمية ذلك سياسياً وعسكرياً ومحاولات الغرب للإستيلاء على المنطقة من أجل أهم مواردها وهي النفط.

كالإستغلال البرتغالي على الطرق البحرية لخدمة مصالحها مما أدى إلى تدهور الاقتصاد الخليجي عموماً إلى أن تمكنت عمان من هزمها وطردها، كما هو الحال لبريطانيا وجهودها في تقسيم الإمارات إلى"القواسم"-"أبوظبي"كما بين أهم القبائل وتقسيماتها.

منذ 1820إلى1971م عقدت بريطانيا وشيوخ الإمارات العديد من المعاهدات لاستنزاف مواردها، كاتفاقيات مانعة حيث شهدت الإمارات عزلة عن الدول الأخرى، ما دفع السلطان زايد بن خليفة للتركيز على الإصلاحات الاجتماعية للتغلب على الفكر السياسي السائد.

إلى أن أعلنت بريطانيا انسحابها من الخليج وحصول هذا الأخير على الإستقلال ما مكنه من تكوين دولة الإمارات، بعد أن سعيت الولايات المتحدة الأمريكية لاستغلال النفط بإنشاء قاعدة عسكرية في منطقة الظهران ونهج سياسة الباب المفتوح، وبعد صدور الكتاب الأبيض تم تخفيض القوات العسكرية البريطانية في الخليج العربي وأعلنت الانسحاب الكلي من الخليج عام1971م.

كما تمت العديد من المحاولات الوحودية في الإمارات حيث تم تنظيمها دستورياً وتم توزيع الإختصاصات على الجهات المعنية المتمثلة في المجلس الأعلى.

واستهل الكاتب الفصل الخامس بالحديث عن الأسرة وما يتعلق بالمشاكل التي تواجهها بجانب قضايا البيئة وتلوثها، على ثلاثة أوجه:(تلوث الهواء-تلوث التربة والماء-تلوث البحر)، وإبرازه لأهم مجهودات الدولة من أجل محاربة هذا التلوث.

وقد اختتم المؤلف كتابه بنقل أهم العلاقات التي تجعل الإمارات أكثر انفتاحاً في الفصل السادس من كتابه، حيث بين أهم العلاقات الدولية التي اهتمت بها الإمارات كعلاقتها بدول الخليج، المتمثلة في تأسيس مجلس التعاون الخليجي، الذي انعقد أول مؤتمرله ما بين 25 و26 من5سنة1971م، ومدى تقوية سياستها الخارجية في العديد من المظاهر التي تمكننا من القول أن دولة الإمارات أصبحت حريصة على توطيد علاقتها بالدول الإسلامية والعربية والخارجية ككل،حيث ساهمت في العديد من المنح والقروض والهبات.

كما ساهمت بشكل كبير في صندوق النقد الدولي، وصندوق أبو ظبي لإنماء الاقتصاد العربي وذلك راجع لإلتزامها بالمواقف التي تتخذها الدول العربية في إطار جامعة الدول العربية، مع تركيزها على إيجابية العلاقة العربية لخدمة المصلحة العامة، حيث ساهم النفط بشكل كبير في هذه التنمية وذلك بعد انضمامها لهيئة الأمم المتحدة.

.

لقد روعي في إخراج الكتاب إعطاءه خصائص الكتاب الأدبي بامتياز وذلك يمكننا ملامسته في عنوانه المنسق لغوياً، وغلافه الذي يعطيه طابعاً يساعد على فهم محتوياته دون فتحه،حيث تعبرصورته الأمامية بشكل مباشر على الحضارة العربية ببنائها الأصيل،أما الغلاف الخلفي فيضمُّ عناوين الفصول يميناً وترجمة وصورة الكاتِب شِمالاً،وتتميز طبعة سنة2002م التي أصدرتها دار النشروالتوزيع:"دار الكتاب الحديث"، بتناسق الفقرات ووضوح أقسام الكتاب مفتتحاً بفهرس يوضِّحُ محتوياتهِ،حيث يشمل المُؤَلَّفُ عدداً لايقل عن230صفحة،وتم التفريق بين الفصول بترك صفحة بيضاء لتسهيل تنقل القارئ بين صفحات الكتاب.

مما ساهم في تسهيل قراءة واستيعابِ سطور الكتاب ونجاحه هو دقة الكاتب "محمد حسن" في اللغة وجمالية ألفاظه الموزونة، التي تدل على مدى علمه باللغة العربية كما يعكس ذلك خبرته في التدريس بالتعليم العالي، وقد ركز على سلاسة الأسلوب لتيسير الفهم للقارئ وذلك باعتماده على ألفاظ بسيطة غير معقدة، مما ساهم في وضوح الأفكار وتسلسلها باعتماده على تقسيم أحداث التاريخ الإماراتي وتطور اقتصادها على ستة فصول متتالية ومترابطة بمراحل زمنية تحددها عدة نقاط مهمة في التاريخ والتي تطرق إليها الكاتب وفصَّلَ فيها القول بشكل واضح.

يعتبر الموضوع الذي يتناوله الكتاب موضوعاً هامًّاً فهو يبرز التطور الذي شهدته دولة الإمارات العربية بين الماضي والحاضر، والذي يتمثل في عدد من المستويات منها الاقتصادية بدرجة كبيرة يليها السياسية-العسكرية ثم الإجتماعية،وهذا ما يدفعنا لدراسته، ولكي نكون أيضاً على علم بشتى مراحل هذه النهضة كعرب مسلمين،ومعرفة سبل تغلب العرب على شتى الأزمات التي واجهت الخليج العربي آنذاك.
ومما يدعم موضوعه هو اعتماد الكاتب على العديد من المصادر والمراجع التي تقوي من صحة المعلومات التاريخية وأمانته العلمية.



إن معرفة التاريخ وحفظه من أهم المهمات وخصوصاً إذا كان تاريخ الإمارات، وقد أحاط الكاتب بمجموعة من الأحداث التي قد غيرت الخليج العربي لتوجهه في طريق النمو وتقوية الاقتصاد وهذا ما بينه الكاتب،فلم يركز فقط على الأحداث الرئيسية بل فصَّل القول في كل حدث على حدة، وهذا ما يجعل القارئ يلامس الفهم ويجد كل الأسئلة التي تدور في ذهنه. فمن أول وهلة يُقرأ فيها عنوان الكِتاب يَستَعرضُ الدِّماغ مجموعة من المواضيع ظناً منه أن الكاتب سيتحدث عنها في ورقات المؤلف،إلا أنه في هذا الكتاب تم التطرق فيه لكل ما سيخالج القارئ من تساؤلات وفرضيات،مما جعلني أستفيد من مواضيع فصوله بشكل جيدٍ.

بقلم: سعيد الجمالي- مؤسس موقع معلومتي وقناة معلومتي وعدد من المواقع الأخرى- مستقل وكاتب ومحاضر -طالب جامعي-من مواليد 1997 مغربي الجنسية، ولي العديد من الكتب التي تصب في أكثر من مجال..الهدف: نشر العلم والرقي بالامة ودعم المحتوى العربي..

تعليقات