مبادئ العلم العشرة
كما سبق ذكره ان لكل علوم مبادئه يحتاج اليها طالب أي علم من العلوم ليستعين بها
على الولوج في ذلك العلم وهذه المبادئ تندرج تحت نظرية المعرفة عند المسلمين او ما
يسمى بنظرية العلم ، ونظمها الامام ابن
زكري التلمساني المتوفى سنة 900 للهجرة في
قوله :
ان مبادئ كل فن عشرةالحد والموضوع ثم الثمرةوفضله ونسبته والواضعوالاسم والاستمداد حكم الشارعمسائل والبعض بالبعض اكتفىومن درى الجميع حاز الشرفا
فقوله رحمه الله (الحد) يعني تعريف الفن باعتبار مفرداته لغة واصطلاحا
أولا ثم باعتباره اسما ولقبا على علم
مستقل
وقوله ( والموضوع) يعني القضية المحورية التي يدور
عليها ذلك العلم
وقوله (
ثم الثمرة ) يعني فوائد ذلك العلم
وقوله ( وفضله ) أي أهميته ذلك العلم بين العلوم
الأخرى
وقوله ( نسبته) أي علاقته ببقية العلوم
وقوله (
الواضع) أي ذكر اول من كتب في ذلك العلم
وقوله (الاسم ) يعني اسمائه الأخرى التي يسمى بها
وقوله ( الاستمداد ) يعنى المصادر التي يستسقى
منها ذلك العلم
وقوله (حكم الشارع ) يعني حكم دراسته
وقوله (
مسائل ) يعنى محتوى ذلك العلم
واما قوله
( والبعض بالبعض اكتفى ومن درى الجميع
حاز الشرفا ) يعنى بذلك ان بعض الباحثين يكتفى ببعض هذه المبادئ دون أخرى لأنها
ليست على درجة واحدة في المطلوبية .
بمعنى
اننا نميز بين هذه المبادئ في درجة مطلوبيتها بين ما يجب على الباحث في هذا الفن
وبين ما يستحب له وينتدب فذكر البعض ان ما
يجب من هذه المبادئ هو الحد والموضوع والغاية :
حد وموضوع وغاية تجب لشارع وسائر له ندب
يعنى ثلاثة
من العشرة واجبة على الباحث والباقي فهو مندوب له ، وهذه المبادئ فيها مقصدية
، فالبعض المقصد منها تمييز العلم في نفسه ، والبعض الاخر القصد منها التحفيز يعني
تحريك دواعي الاقبال من الطالب على ذلك
العلم او الفن الذي هو بصدده ، كادراك الثمرة وفضيلته وشرف الواضع والحد وبيان
الموضوع والاسم الخاص... واشياء تميز المعرفة لان العلم لا يمكنه ان يكون علما وهو
لا يميز بحده ولا بموضوعه ولا اسمه ولاستمداده ولا مصادره ولا مناهجه ثم لا يكون
العلم علما والطالب له لا يرى فيه أي عائدة عليه تجعله اكثر تعلقا به او تجعله
يفرغ له من جهده ووقت زمانه وعمره ،و مبادئ العلم لابد من توضيحها في مبدا ذلك
العلم قبل شرحه فهي بمثابة مدخل لذلك العلم .
تعليقات
إرسال تعليق
تعليقكم يعكس شخصيتكم ، دعونا نتمتع باللباقة في الكلام.