القائمة الرئيسية

الصفحات

أخبار عاجلة

3. خياران أمام التحديات .. تأملات في السعادة والإيجابية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم

تأملات في السعادة والإيجابية

الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم




3. خياران أمام التحديات


عندما استلمت رئاسة الحكومة الاتحادية في دولة الإمارات عام 2006، تلقيت الكثير من التهاني والتبريكات وتلقيت أيضاً الكثير من النصائح وبصراحة أيضاً التحذيرات من بعض الأصدقاء.

عودت الجميع على الصراحة معي، فجاءتني بعض المكالمات من أصحاب الخبرة والاختصاص كما يقولون، وبعد تردد منهم أوضحوا لي أنهم يتمنون لي التوفيق في المهام الجديدة ولكنهم لا يتوقعون الكثيرا فخبرتهم تقول إن الحكومة روتينية، وبطيئة، وتواجه الكثير من المشكلات المالية والإدارية، ولديها تراكمات وديون، وشؤون وشجون، واحتياجات الناس كثيرة، وتلبيتها تحتاج لموارد وأموال وطاقات لا تتوفر بسهولة، والحكومات المحلية تسبق الاتحادية بكثير، وأمامكم طريق طويل، وتحديات تقترب من المستحيل، والكوادر غير مدربة، والمباني غير مجهزة، والخدمات أقل من التوقعات والحكومة بحاجة للكثير من السياسات، والكثير الكثير من هذا الكلام الذي يقترب من قول الشاعر يهجو أحد الوجهاء:

مع المكارم لا ترحل ليغيتها                واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي


نعم، هم كانوا كمن يقول، لا تتعب نفسك فالموضوع أصعب مما تتصور، وأكبر من أن تحاول، وتغيير الحال يقترب أن يكون من المحال.

هل تعرفون ماذا كان ردي عليهم؟ كنت أبتسم فقط، أسمع وأبتسم. هل تعرفون لماذا كنت أبتسم؟ لأنني كنت أرى أشياء مختلفة. كنت أرى فرصة كبيرة أمامي لإنجاز شيء جديد في حياتي. كنت أرى الحكومة بعد سنوات ليست بالبعيدة، حكومة من أفضل حكومات العالم، كنت أرى نعمة وأمانة وضعها الله بين أيدينا أن نخدم الناس وأن نسعد الناس، نسعد شعباً كاملاً.

بيان في بناء فريق العمل الوزاري، ووضعنا خططاً وإستراتيجيات وأطلقنا رؤية 2021، تخلصنا من كافة ديون الحكومة، ووضعنا مؤشرات الأداء، وأطلقنا برامج وجوائز لتحسين الجودة، دربنا آلاف الموظفين، ووضعنا برامج القيادات جديدة في الحكومة، ومنحنا ثقتنا للشباب. وحددنا ونسقنا الجهود الاتحادية والمحلية، وطورنا الخدمات، وعدلنا الكثير من القوانين.

اليوم في عام 2017 حكومة الإمارات هي الأولى عالمياً في الكفاءة الحكومية، وطموحاتنا وصلت المريخ، وشعب الإمارات من أسعد الشعوب، ولله الحمد.

كنت أبتسم أمام السلبيين في بداية تولي الحكومة لأنني لم أكن أرى مشكلات، بل كنت أرى فرصاً كبيرة ومجالاً للكثير من الإنجازات. بالتأكيد هنالك تحديات ولا يخلو أي عمل، صغيراً كان أو كبيراً من العقبات والتحديات.

والإنسان أمام التحديات لديه خياران، إما أن يقف ويتراجع، أو أن يبدع ويتجاوز. نحن في دولة الإمارات لم نتعود أن نف. منذ عام 1971 لم نقف. التحديات هي في الحقيقة فرصتنا لإبداع حلول جديدة وللتفكير بطريقة مختلفة، ولاختبار طاقاتنا وقدراتنا وصقل مهاراتنا وإمكاناتنا، ولزيادة معارفنا وخبراتنا. عندما كان الناس يرون مشكلات، كنت أرى فرصاً، وعندما كانوا يرون تحديات، كنت أرى مجالاً كبيراً للإبداع والإنجاز.

اتصل بي أحد الشيوخ الأصدقاء بعد إطلاقنا مبادرة حكومية ضخمة، قال لي: طويل العمر بصراحة أنا كنت من الناس الذين لم يكونوا يتوقعون النجاح للحكومة. قلت له: ما زلنا في بداية الطريق..

(الإنسان أمام التحديات لديه خياران: إما أن يقف ويتراجع، أو أن يبدع ويتجاوز).

(التحديات هي فرصتنا للتفكير بطريقة مختلفة ولاختبار طاقاتنا وقدراتنا وصقل مهاراتنا وإمكاناتنا).

تعليقات