أسباب وجود المسائل الخلافية عند الفقهاء ؟
كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصين كل الحرص على اتباع سنته، واقتفاء أثره، ومع كون المدينة النبوية في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم صغيرة الحجم، إلا أنه فات البعض من الصحابة، بل ومن كبارهم رضي الله عنهم - وهم أئمة الدين وأعلام الهدى - فاتهم شيء من سنَّته صلى الله عليه وسلم.
ذلك ان الصحابة رضي الله عنهم، كانوا ذوي معايش يطلبونها، وكانوا في ضنك من القوت شديد، فمن تاجر لا يغادر السوق طلباً لقوته وقوت عياله، ومن منهمك في إصلاح نخله، وكانوا - مع كل ما هم فيه من شدة وضيق - حريصين كل الحرص على ألا يضع أحد منهم فرصة في الجلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم والإستفادة منه، إذا وجد أدنى فراغ مما هو فيه.
وكان بعضهم أوفر حظاً في هذا الجلوس من بعض؛ وذلم لقلة مشاغله؛ لكونه لا زوجة له ولا أولاد، فكان أكثر سماعاً من النبي صلى الله عليه وسلم، ومن هؤلاء أبو هريرة رضي الله عنه فقد قال: (يَقُولونَ: إِنَّ أَبَا هُرَيرَةَ هَذَا قّد أّكثَرَ - والله الموعِدُ - وَيَقُولُونَ: مَا بَالُ المُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ لَا يَتَحدَّثُونَ بشمِثلِ أَحَادِيثِهِ؟ وسَأُخبِرُكُم عَن ذَلِكَ، إِنَّ إِخوَانِي مِنِ الأَنصَارِ كَانَ يَشغَلُهُم عَمَلُ أَرضِهشم، وأَمَّا إِخوَانِي مِنَ المُهَاجِرِينَ فَكَانَ يَشغَلُهُم صَفقُهُم بِالأَسوَاقِ، وكُنت أَلزَمُ رَسُولُ الله على مِلءِ بطنِي، فأَشهَدُ إذَا غَابُوا، وأَحفَظُ إّذَا نَسُوا، ولَقد قَال: رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَومًا: (أَيُّكُم بَسَطَ ثَوبَه، فَأخَذَ مِن حَدِيثِي هَذَا، ثُمَّ يَجمَعُهُ إِلَى صَدرِهِ؛ فإِنَّهُ لَا يَنسَى شَيئٌا سَمِعَهُ؟)، فَبَسَطتُ بُردَةٌ عَلَيَّ حَتَّى فَرَغَ مِن حَدِيثِهِ، ثُمَّ جَمَعتُهُمَا إِلى صضدرِي، فَما نَسِيتُ بَعد ذَلِكَ اليَومِ شَيئٌا حضدَّثَنِي بِهِ، وَلَولَا آيَتَانِ اَنزَلَهُمَا الله تَعَالَى فِي كِتَابِه مَا حَدَّثت بِشَيٍ أَبَدٌا {{إِنَّ الّذِينَ يَكتُمُونَ مَا أَنزَلنَا مِنَ البَيِّنَاتِ وَالهُدَى مِن بَعدِ ما بَيَّنَّاه للنَّاسِ فِي الكِتَابِ أُولَائِك يَلعَنُهُم الله وَيَلعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ * إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَائِكَ أَتُوبُ عَلَيهِم. وَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ*}} سورة البقرة الآيات (159-160)، متفق عليه، أخرجه البخاري في البيوع، باب قول الله تعالى: {{فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَنتَشِرُوا فِي الأَرضِ وابتَغُوا مِن فَضلِ الله}}، الحديث رقم (2047)، ومسلم في فضائل الصحابة، باب فضائل أبي هريرة، الحديث رقم (2492) واللفظ له.
ومن المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُستَفتى، ويحضر فتواه بعض الصحابة دون بعض، وكان يقضي ويحضر قضاءه بعضهم دون بعض، وكان ربما أمر بامر، أو نهى عن أمر في غير حالي الفتوى والقضاءن ويحضر ذلك بعضهم دون بعض، فلا يعقل أن يحيط أحدهم بكل ما صدر منه صلى الله عليه وسلم، وكانوا مدركين لحقيقة عدم الإحاطة.
ولهذا لما ولى أبو بكر الصديق رضي الله عنه الخلافة كان إذا نزلت به النازلة ليس عنده فيها نص من رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل من حضر عنده من الصحابة رضي الله عنهم، فإن وجد عندهم نصًا قضى به ، وإلا اجتهد في الحكم فيها ، وقد ظلوا على هذا الحال طيلة خلافة ابي بكر رضي الله عنه، لا يكادون يختلفون اختلافاً في نازلة إلا رجع بعضهم إلى راي الآخر، فانعقد غجماعهم ، أو كاد ينعقد على هذا، باستثناء النزر اليسير من المسائل التي ظل الخلاف فيها قائماً.
ولما لحق ابو بكر رضي الله عنه بالرفيق الأعلى، وولي عمر الفاروق رضي الله عنه الخلافة بعده، فتحت الأمصار، وتفرق الصحابة في الأقطار، واستقر المقام بكل مجموعة منهم في مصر من الأمصار، وكانت تنزل النازلة بأهل مكة، أو أهل المدينة، أو أهل اليمن، أو أهل العراق.
كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصين كل الحرص على اتباع سنته، واقتفاء أثره، ومع كون المدينة النبوية في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم صغيرة الحجم، إلا أنه فات البعض من الصحابة، بل ومن كبارهم رضي الله عنهم - وهم أئمة الدين وأعلام الهدى - فاتهم شيء من سنَّته صلى الله عليه وسلم.
ذلك ان الصحابة رضي الله عنهم، كانوا ذوي معايش يطلبونها، وكانوا في ضنك من القوت شديد، فمن تاجر لا يغادر السوق طلباً لقوته وقوت عياله، ومن منهمك في إصلاح نخله، وكانوا - مع كل ما هم فيه من شدة وضيق - حريصين كل الحرص على ألا يضع أحد منهم فرصة في الجلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم والإستفادة منه، إذا وجد أدنى فراغ مما هو فيه.
وكان بعضهم أوفر حظاً في هذا الجلوس من بعض؛ وذلم لقلة مشاغله؛ لكونه لا زوجة له ولا أولاد، فكان أكثر سماعاً من النبي صلى الله عليه وسلم، ومن هؤلاء أبو هريرة رضي الله عنه فقد قال: (يَقُولونَ: إِنَّ أَبَا هُرَيرَةَ هَذَا قّد أّكثَرَ - والله الموعِدُ - وَيَقُولُونَ: مَا بَالُ المُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ لَا يَتَحدَّثُونَ بشمِثلِ أَحَادِيثِهِ؟ وسَأُخبِرُكُم عَن ذَلِكَ، إِنَّ إِخوَانِي مِنِ الأَنصَارِ كَانَ يَشغَلُهُم عَمَلُ أَرضِهشم، وأَمَّا إِخوَانِي مِنَ المُهَاجِرِينَ فَكَانَ يَشغَلُهُم صَفقُهُم بِالأَسوَاقِ، وكُنت أَلزَمُ رَسُولُ الله على مِلءِ بطنِي، فأَشهَدُ إذَا غَابُوا، وأَحفَظُ إّذَا نَسُوا، ولَقد قَال: رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَومًا: (أَيُّكُم بَسَطَ ثَوبَه، فَأخَذَ مِن حَدِيثِي هَذَا، ثُمَّ يَجمَعُهُ إِلَى صَدرِهِ؛ فإِنَّهُ لَا يَنسَى شَيئٌا سَمِعَهُ؟)، فَبَسَطتُ بُردَةٌ عَلَيَّ حَتَّى فَرَغَ مِن حَدِيثِهِ، ثُمَّ جَمَعتُهُمَا إِلى صضدرِي، فَما نَسِيتُ بَعد ذَلِكَ اليَومِ شَيئٌا حضدَّثَنِي بِهِ، وَلَولَا آيَتَانِ اَنزَلَهُمَا الله تَعَالَى فِي كِتَابِه مَا حَدَّثت بِشَيٍ أَبَدٌا {{إِنَّ الّذِينَ يَكتُمُونَ مَا أَنزَلنَا مِنَ البَيِّنَاتِ وَالهُدَى مِن بَعدِ ما بَيَّنَّاه للنَّاسِ فِي الكِتَابِ أُولَائِك يَلعَنُهُم الله وَيَلعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ * إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَائِكَ أَتُوبُ عَلَيهِم. وَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ*}} سورة البقرة الآيات (159-160)، متفق عليه، أخرجه البخاري في البيوع، باب قول الله تعالى: {{فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَنتَشِرُوا فِي الأَرضِ وابتَغُوا مِن فَضلِ الله}}، الحديث رقم (2047)، ومسلم في فضائل الصحابة، باب فضائل أبي هريرة، الحديث رقم (2492) واللفظ له.
ومن المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُستَفتى، ويحضر فتواه بعض الصحابة دون بعض، وكان يقضي ويحضر قضاءه بعضهم دون بعض، وكان ربما أمر بامر، أو نهى عن أمر في غير حالي الفتوى والقضاءن ويحضر ذلك بعضهم دون بعض، فلا يعقل أن يحيط أحدهم بكل ما صدر منه صلى الله عليه وسلم، وكانوا مدركين لحقيقة عدم الإحاطة.
ولهذا لما ولى أبو بكر الصديق رضي الله عنه الخلافة كان إذا نزلت به النازلة ليس عنده فيها نص من رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل من حضر عنده من الصحابة رضي الله عنهم، فإن وجد عندهم نصًا قضى به ، وإلا اجتهد في الحكم فيها ، وقد ظلوا على هذا الحال طيلة خلافة ابي بكر رضي الله عنه، لا يكادون يختلفون اختلافاً في نازلة إلا رجع بعضهم إلى راي الآخر، فانعقد غجماعهم ، أو كاد ينعقد على هذا، باستثناء النزر اليسير من المسائل التي ظل الخلاف فيها قائماً.
ولما لحق ابو بكر رضي الله عنه بالرفيق الأعلى، وولي عمر الفاروق رضي الله عنه الخلافة بعده، فتحت الأمصار، وتفرق الصحابة في الأقطار، واستقر المقام بكل مجموعة منهم في مصر من الأمصار، وكانت تنزل النازلة بأهل مكة، أو أهل المدينة، أو أهل اليمن، أو أهل العراق.
تعليقات
إرسال تعليق
تعليقكم يعكس شخصيتكم ، دعونا نتمتع باللباقة في الكلام.